كن من الذاكرين

كن من الذاكرين


كن من الذاكرين
أبو معاذ محمد الطايع

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أخي الحبيب!!
كن من أولي الألباب ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (سورة آل عمران : الآية 191).. لأن الذكر ركن قوي في طريق الحق -سبحانه وتعالى-، بل هو العمدة في هذا الطريق، ولا يصل أحد إلى الله -سبحانه وتعالى- إلا بدوام الذكر.
وحسبك أنك بذكرك لله في نفسك فإن الله -سبحانه وتعالى- يذكرك في نفسه، فإن ذكرته في ملأ ذكرك -سبحانه وتعالى- في ملأ خير من الملأ الذي ذكرته فيه، كما يقول تعالى في الحديث: )يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ(، وتكون حقيقا بالنجاة من النار، كما يقول في الحديث القدسي: )أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ ذَكَرَنِي يَوْمًا أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ(، ثم إنك بهذا الذكر تفوز بخير عظيم مع ﴿ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ﴾ الذين ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ (سورة الأحزاب : الآية 35)، وأنك تكون في حصانة من كيد الشيطان وإلا كان قرينا لك، قال –سبحانه وتعالى-: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ (سورة الزخرف : الآية 36).
واحذر أن تكون من هؤلاء الذين يذكرون الله بدون خشوع، ﴿ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ (سورة الكهف : الآية 104)، واعلم أنه من آداب الذكر أن تكون حاضر القلب، طاهرا، مستقبلا القبلة، متطيبا، فلاحظ كل هذا.
واذكر الله -سبحانه وتعالى- دائما وأبدا، بكل جوارحك، وبدون تحريف، واستحضر عظمة الله -سبحانه وتعالى- وأنت في حضرته، عسى أن تكون من أولي الألباب:
وعن ابن المبارك، قال: اغتنم ركعتين زلفى إلى الله إذا كنت فارغا مستريحا
وإذا هممت بالنطق في الباطل فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت أفضل من خوض وإن كنت بالحديث فصيحا


هذا والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين