أيها الصارخون شرفاً تمهلوا قبل أن تبكوا ندماً

هذا رد سطرته في الرد على الكاتب سهران في منتديات ميمون لما أراد مناصرة قيادة المرأة بدعوى أن في ذلك السلامة من شر السائق الأجنبي وصرخ صرخة شرف لينقذ المرأة من السائق الأجنبي بفتح المجال لقيادتها في هذا البلد المبارك فقلت في الرد عليه :
السلام عليكم جميعا ً وتحية طيبة لكم أما قبل :
فقضية الحلال والحرام ليست مسالة سهلة نخبط فيها خبط عشواء وبلا دليل ولا علم قال تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً " وإن كنا لا نقبل العلاج من نصف طبيب أو متطبب بلا طب و لانقبل إصلاح سياراتنا من مهندس زراعي ولا نرتضي زرع محاصيلنا بمشورة ميكانيكي فدين الله أولى بالاحترام والإكرام وأن لا يكون محلاً لا جتهادات من لا يحقظ جزء عم كاملاً ولا يستطيع الصلاة بسورة البينة ومسألة قيادة المرأة مسألة نازلة لها حكمها في الشرع وتصدى لها العلماء الربانيين الذين تستفتونهم في صلاتكم وصيامكم وحجكم فلماذا لا تستفتونهم في قيادة المرأة أفلا ترضون لدنياكم من ترضونه لدينكم هذا تناقض واتباع هوى وهذا ايمان ببعض الكتاب وكفر ببعض قال تعالى " ولا تقولوا لماتصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون "
أيها الكاتب العزيز سهران لقد خطت اناملك شبهة قذفت بها في قلوب من يتبع الشبهات والهوى وستسأل عنها
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
وابلغ من ذلك قول الله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
ثم أما بعد
اعتذر على هذه المقدمة القوية ولكن لا بد منها لكي نعرف حجم القضية وليست محل عبث وقضاء فراغ بل هي دين ومرده لأهل العلم يا سادة يا فضلاء .
وسأبدأ في بيان بعض ما لدي في الرد على هذه الشبهة قدر المستطاع إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله :
1- يحتج البعض أن السماح للمرأة بالقيادة يحل مشكلة السائق الأجنبي ونقول هذا ليس صحيحاً من عدة وجوة

أ- أن السائق الأجنبي وجوده محدود في بيوت معدودة وهي البيوت التي تستطيع دفع راتبه وليس لديهم ابناء يخدمونهم وهؤلاء نسبتهم في المجتمع قليلة والمشكلة محدودة وقضايا التحرش من الشائقين والاعتداءات منهم قليلة جداً وخصوصاً إذا طبقنا القيود من عدم ركوبها معه بمفردها وعدم السفر إلا مع محرم وان تخرج متحجبة غير متعطرة ولا تخضع بالقول معه ويكون الخروج في وقت محدود وللضرورة أو الحاجة ولكن لو فتح المجال لقيادة المرأة فكل بيت امامه سيارة تقريباً وسيتعاقب الأبناء والبنات على سيارة والدهم أو أخيهم الكبير لقضاء مصالحهم ومشاويرهم مما يجعل فرصة خروج المرأة اكثر وبشكل أوسع في المجتمع وعلى مدى شريحة كبيرة من المجتمع وفي هذا شر لأن العليم الخبير لما قال " وقرن في بيوتكن " يعلم أن خروج المرأة بكثرة مفسد لها وللمجتمع والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان " فهل انت اعلم بطبيعة المرأة وما يصلح لها من ربها الذي خلقها وهل انت اعلم بحال المرأة وما يصلحها من محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين أم ان إخراج المرأة هدف لبني علمان ونحن ندندن على تلك الألحان لنكتسب في الغد فرائس جمة نحقق فيها شهواتنا ولو تظاهر العلماني بالغيرة على المرأة وإنقاذها من براثن الفساد والحرص على عفتها فهو كذاب منافق كالبيضة الفاسدة يعجبك بياضها وإذا كسرتها أزكمت أنفك بعفنها
ب- طالع وانظر في المجتمعات التي فتحت المجال لقيادة المرأة هل منعت استقدام السائق الأجنبي يا كرام أم أن البيت فيه السائق والمرأة تقود فلا سلمنا من شره و لا من شرها بل جمعنا الشرين وبؤنا بالخسارتين فأين الغيرة التي تدعون يا من تريدون انقاذ المرأة من السائق أم أنها مطرقة تطرقون بها لكسر لحام العفة والشرف وتنادون بصراخ أنها صرخة شرف
ج- من قال لكم أن أهل الحق والعلم والبصيرة يسمحون بفتح المجال للسائق وبدون ضوابط وبدون حاجة أو ضرورة حتى تحتجون علينا بالسائق وكأننا رضينا بشره فلا يزال أهل العلم يحذرون من خطرهم وينادون بتوقيهم وينادون الأب والأخ ليقوموا بدورهم بدل أن ينشغل عن زوجته وبناته واخواته بطلعات الزملاء وجلسات الاستراحات ومطاردة الدنيا والمال " كلكم راع وكل مسئول عن رعيته "
2- يحتج بعض من يرى السماح بقيادة المرأة أن هذه تجربة مطبقة في دول اخرى وناجحة ونحن متشددون ولا نستفيد من تجارب الآخرين والجواب عنها بما يلي :أ- الاحتجاج بالمجتمع وعاداته على الشريعة وضد الوحي هذا هو ديدن المشركين والكفار فلما جاءت رسلهم بالبينات والتوحيد والهدى قالوا " أنا وجدنا آباءنا عل أمة وإنا على آثارهم مهتدون " ولما دعا محمد صلى الله عليه وسلم للتوحيد في مكة ونبذ الأصنام احتج المشركون أنها دين الآباء والأجداد وليس لنا عنها مناص أوتحويل فهل كانت دعواهم صحيحة أو صواب فالشرع هو الحجة على المجتمعات وليست المجتمعات حجة على الشرع ولو سرنا على هذه الشبهة ما قبلنا من وحي الله شيء يا كرام
ب- نقول لكم وبإنصاف راجعوا بالاحصائيات الرقمية المسجلة في وزارات الداخلية وغيرها في المجتمعات التي تسمح بخروج المرأة وقيادتها والتي لا تسمح وانظروا كم هي معدلات الجريمة والتحرش هنا وهناك وراجعوا المجتمعات المختلطة والمجتمعات المحافظة لتروا الفرق الشاسع والبون الواسع ولا تغرنكم وسائل الاعلام فهي بيد من يتآمر على الأمة وليست بيد الناصحين المخلصين ولكن الأحصائيات الرقمية وبلاغات الاعتداء والتحرش مسجلة بوقائعها و لا ينكرها إلا أعمى البصيرة .
ج- اسألوا الغيورين إن كنتم غيورين في تلك المجتمعات المنفلتة هل ما أنتم فيه خير أم شر ؟ وطالعوا أخبار جرائم الشرف في الأردن وغيرها التي سطرها أبناء العشائر المحافظة ليمنعوا نسائهم من الانفلات فهل تريدون من من مجتمعنا المحافظ أن ينفلت ثم تبدأ مسلسلات جرائم الشرف وصيانة العرض بالسلاح وبكل ما يملك الغيور على حد قول الشاعر
اصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال
وأنا اقول والله يعلم صدق ما أضمر أن الواحد منا يتمنى أن يبطح في الأرض وتدوسه الشاحنات والقطارات ولا يسمع بخبر عن هتك عرضه حمانا الله وإياكم وستر عوراتنا وعوراتكم
د- اقول اقلبوا المعادلة يا سادة فمجتمعنا في السعودية محافظ ولم يسمح للمرأة بالقيادة فهل تعطلت مصالح المرأة عبر السنين أم أنها تخدم من الزوج والأب والابن والأخ وابن الاخ وتقضي مشاويرها وتسافر بعفة وصيانة وحشمة وكرامة فهل ماتت امرأة سعودية في بيتها جوعاً أو مرضاً لأنها لم تستطع أو لم تجد من يقضي حاجاتها بل إنهن الآن معلمات وطبيات وممرضات وموظفات والأمو تسير بعفة وصيانة ولكن هذا يغلق الباب على ارباب الشهوة فلا يجدون عليها سبيلاً لأنها مع محرم وممنوعة من الخلوة ومحتجبة فتفطرت اكبادهم يريدون ان يروا المرأة السعودية كالمرأة في الدول الأخرى لأنهم يسافرون في الصيف ليفجروا مع النساء وإذا بدأت الدوامات رجعوا إلى الحرمان من شهواتهم لا يستطيعون السفر ولا يجدون سبيلاً ولا بيئة تناسبهم في داخل البلد فاحترقوا غيظاً " قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور "
3- يحتج بعض من يرى قيادة المرأة أن المرأة كانت تركب بعيرها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسافر به فما الفرق ؟ والجواب
اننا قلنا قبل قليل ان الايمان ببعض الكتاب وترك بعضه من عادات بني اسرائيل واجتزاء النصوص وتقطيعها والانتقاء منها على ما تشتهي ضلال مبين ولو راجعت شرع رب العالمين وسنة سيد المرسلين لا كتملت عندك الصورة واضحة عن تلك المرأة في عهد رسول الله فهل كانت تركب بعيرها وتسافر من غير محرم أم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " ؟ وهل كانت تخلو بالرجال الأجانب أم أنها نهيت عن ذلك " لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "؟ وهل كانت تخرج من غير حاجة أو ضرورة ؟ وهل كانت تَعرف إذا خرجت والله يقول " وليضربن بخمرهن على جيوبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يوذين " ؟ وهل كانت تتزين للخروج والله أمرها بستر صوت الخلخال في القدم فهل يسمح لها باخراج الوجه أو الشعر أو الصدر أو العطر والرائحة وهو يقول " ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " والمرأة إذا استعطرت ومرت على رجال ليسوا محارم لها فهي زانية
خلاصة الكلام المجتمع النبوي الذي خرجت فيه المرأة لتركب بعيرها كانت ضوابط الشرع فيه قوية وقائمة والمجتمع كله مؤتمر بأمر الله ورسوله والخير فيه غالب والشر فيه مخذول خائب فهل نجروء على فتح المجال في هذا الزمن وهذا الوضع المخيف؟ فكروا يا عقلاء وإلا ضاعت عوراتكم سدى وعضضتم أصابع الندم حسرة وكمداً إذا رأيت ابنتك التي تصرخ عليها شرفاً تعاشر غداً من تشاء وتسهر مع من تشاء وأنت تنتظر إلى قبيل الفجر عودتها حتى تطمئن وانت لا تدري مع من كانت ولا ما ذا عملت وربما ترى سيارة ابنتك أواختك امام احدى الاستراحات أو المقاهي ليلاً ولا تستطيع إلا أن تبكي ندماً على زمان السائق الذي رايت شره وما رأيت شر الانفلات اللا أخلاقي الذي سيجره فتح المجال لقيادة المرأة
راجع أيها الغيور مراكز هيئة الأمر بالمعروف لترى المصائب والكوارث مع وجود المحافظة والشدة في هذا المجتمع فكيف إذا فتح المجال
يايها الكريم تخاف أن ابنتك تكون علاقة مع السائق ولا تخاف أن تكون علاقة مع عامل المحطة والبنشري والميكانيكي والكهربائي وعامل مغسلة السيارات وعامل محلات الزينة وهلم جرى ممن تعرف ومن لاتعرف
4- يحتج بعض من يرى السماح بقيادة المرأة أن ذلك بضوابط وقيود ولا يفتح المجال للكل ونقول له
يا صاحب الضوابط
أين الضوابط المقننة في منع اختلاط الممرضين بالممرضات والأطباء بالطبيبات
اين الضوابط المقننة في لباس المعلمات امام الطالبات
اين الضوابط المقننة في اعمار االعمالة الباعة في المحلات النسائية
واين واين كلها حبر على ورق واخر العهد بها التوقيع عليها وكل ما تشاء من ضوابط في قيادة المرأة ضعها ولن يطبق منها شيء فلا تتحمس للضوابط إن كنت غيور وسد باب الشر عن نفسك وبنتك واختك وزوجتك يا فاضل
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه والله اعلم وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين

مقال رائع مشرفنا الكريم أسأل الله ان ينفع به... لكن هل نشر في صحيفة؟

حمـــاة الفضيلة حماة الدين والشرف من لنا بعد اللـــه غييييييييييييييييييييركم؟!!

بارك الله فيكم وجعلكم مباركين أينما كنتم ونفع بكم ،،


أخينا الفاضل هناك خلل في البيت الشعري الذي أستشهدت به (ويبقي الدهر ماكتبت يداه)

الذي يبقي هو الله والدهرليس له حول ولا قوه ولايمكنه أن يبقي شيئاً "أرجو أن تتقبل هذه الملاحظه وتصحح الخطأ الذي نخشى أن يمس العقيده السليمه"

أخي الكريم الرقاص بارك الله فيك ولم ينشر إلا هنا وفي ذلك المنتدى وهو من باب قمع الشبهة والرد عليها
أختي الكريمة بالقرآن نحيا نشكرك على تفاعلك ومرورك وملاحظتك لكن هذا البيت كما قاله الشاعر ونقلته كما حفظته وليس لي حق في تعديله إنما نقلته على سبيل الحكاية والاستشهاد والله الموفق