حدودالأخلاق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

للأخلاق حدمتى تجاوزته صارت عدوانا ،ومتى قصّرت عنه كان نقصاًومهانه .
*وللغضب حد،وهو الشجاعة المحمودة والأنفة من الرذائل والنقائص،وهذا كماله ، فإذا جاوز حده تعدى صاحبه وجار،وإن نقص عنه جبن ولم يأنف من الرذائل!

*وللحرص حد،وهوالكفاية في أمور الدنيا وحصول البلاغ منها، فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة،ومتى زادعليه كان شرهاًورغبة فيها ولا تحمد الرغبة فيه .

*وللحسدحد، وهو المنافسة في طلب الكمال ، والأنفة أن يتقدم عليه نظيره ، فمتى تعدى ذلك صار بغياً، وظلماًيتمنى معه زوال النعمة عن المحسود، ويحرص على إذائه،ومتى نقص عن ذلك كان دناءةوضعف همة وصغر نفس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لا حسد إلا في اثنتين ..الحديث رواه البخاري .

*وللشهوة حد،وهو راحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب الفضائل ،والإستعانة بقضائها على ذلك ، فمتى زادت على ذلك صارت نهمة وشبقا، والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات , ومتى نقصت عنه ولم يكن فارغا في طلب الكمال والفضائل كانت ضعفاًوعجزاًومهانة .

*والجود له حد بين طرفين فمتى جاوز حده صار إسرافا وتبذيرا، ومتى قص عنه كان بخلا وتقتيرا .

* وللشجاعة حدإذا جاوزته صارت تهورا ، ومتى نقصت عنه صارت جبنا وخورا، وحدها الإقدام في مواضع الإقدام ، والإحجام في مواضع الإحجام

*والغيرة لها حد إذا جاوزته صارت تهمة وظنا سيئا بالبريء ، وإذا قصرت عنه كانت تغافلا ومباديء دياثة .

*وللتواضع حد.إذا جاوزه كان كبرا وخلقا مذموما ، وإن قصر عنه أنحرف إلى الذل والمهانة ،

=وظابط هذا كله : العدل ..نعم العدل ..وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط ، وعليه بناء مصالح الدنيا والآخرة بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به ، فإنه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك ..مقتطفات ,,من مختصر الفوائد..لأبن القيم رحمنا الله جميعا وإياه رحمة واسعة كما اسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .. وصلى الله وسلم على نبينا محمدومن سار على نهجه وأقتفى أثره إلى يوم الدين
منقوووووول