تعظيم القرآن

لاشك أن النفس وكيان الانسان بكل ما أوتي من جوارح ,, لا يتمالك بعضه بعضا إذا وقع لما يعظمه مالا يريد أو مالا يحب ,, هذه جبلة وطبيعة طبع الله عليها فطر الخلق ,,, ولذلك لما عظمت الملائكة ربها جل وتقدس أصبحت لا تكل ولا تفتر من القيام بأمره وعبادته تعالى , وكذلك الناس فيما يعظمون يتأثرون به ويتابعونه ,, على جميع المجالات فأهل الفن يتأثرون بفنانيهم لتعظيمهم للفن ولذلك لو أخطأ فنان وكان صوته نشازاً لبار سوقه وذهبت ريحه لأنه لا يناسب الفن ,,, وكذلك من يعظم الفن عندهم يعظمونه ومن يبغض الفن يبغضونه ,, انظروا إلى العرب عندما عظمت الإبل ماذا أوصلها هذا التعظيم ؟ لقد أوصلها إلى أن تكون فداء للقاتل عندما يقتل نفساً بريئة ,,, بل انظروا إلى العرب عندما عظمت السيف سمت به أبناءها وجعلت له مايزيد على أكثر من 100 إسم وانظوا إلى الأنسان عندما يعظم قبيلته ماذا سيقدم لأجل رفعتها وماذا سيقدم لأجل الذب عناه وويل ثم ويلُ لمن وقع فيها وسبها ,,,

دعونا بهذه المؤشرات أن نطالع دعوى ندعي بها سراً وجهارا ,,, ليلاً ونهاراً ,, نصف به أنفسنا كثيراً ولا نسمح لأحد كائناً من كان أن يقلل فضلاً عن أن يشكك فيها ,,, تلكم هي دعوى تعظيم القرآن العظيم.
نحن ندعي بها لا شك ,,, لكن السؤال ماهي بينات هذه الدعوى ؟ بل لا نشدد ماهي قرائن الحال التي منها يتبين أننا نعظم القرآن؟ ,.
دعوني أختلق هذه المؤشرات لا أقصد بها الحصر أقصد أن أختصر للقارئ الكريم التفكير فيها :
1- هل لديك من القرآن نسخة خاصة بك ,,, وأين هي ؟
2- هل تعرف متى آخر مرة قرأت القرآن ؟
3- هل تعرف ماهو آخر موضع وصلت إليه في تلاوتك؟
4- هل تحب من يحمل القرآن في صدره ؟
5- هل تجل وتقدر كل من ينتمي لهذا الكتاب من المعلمين وغيرهم وترى فضلهم في المجتمع ؟
6- هل حفظت لسانك عن أعراضهم وهفواتهم لا سيما مايصاحب عملهم في خدمة كتاب الله ؟
7- هل نافحت يوم عنهم لأجل القرآن لا لأجلهم ؟
8- هل أعنت على العناية بالقرآن تعلماً وتعليماً بفكرة أوكلمة أو مال يوماً من الأيام؟
9- هل حاولت أن تفهم آية انغلق عليك فهمها فبحث أوسألت ؟
10- هل حثثت أبناءك ومن تحت يدك وأصدقاءك على الارتباط بالقرآن أو قراءته ؟
تكفي هذه العشرة وإذا كانت إجابتك عليها بنعم فأنت عشرة على عشرة.